كنّا يونانيينَ ، منازلُنا عند تخومِ الصحراءِ العربيةِ ؛ لكنّ لنا نهرينِ وبضعَ قرىً ، ومزارعَ نسقيها من أمواهِ النهرَينِ … وكان لنا أيضاً شعراءُ يُقِيمونَ الأوزانَ ويحكون عن المرأةِ والأزهارِ ، وفي قِنّسْرِينَ بنينا مدرسةً للفلسفةِ ( الأمرُ الأغربُ أنّ تلاميذَ أرسطو يأتون إلينا أحياناً ليقولوا شيئاً عن آخِرِ مخطوطات أثينا ) لكنّا يونانيونَ وفلاّحونَ فلم نصنع أسلحةً لم نعرف كيف نُعِدُّ الفتيانَ جنوداً ( ما قال تلاميذُ أرسطو إن مُعلِّمهم كان يدرِّبُ ابنَ فيليب المقَدونيّ على غزو المدنِ ! ) الدنيا تتغيّرُ قالوا حتى الشمسُ ستشرقُ من جهة الغربِ … …………… …………… …………… أنا أهذي الآنَ ، وحيداً ، في حانة كِرياكوسَ بـ \" صَيدا \" كوبُ نبيذي الفخّارُ اسْوَدَّ وشَعري ابْيَضَّ … ولا أعرفُ مَن أُخبرُهُ – حتى سِرّاً – أنّ الرومان نفَوني حين غدَونا مستعمرةً ؛ لكني لا أستبعدُ أن يعرفَ كرياكوسُ الأمرَ . الدنيا تتغيّرُ قالوا …